انطلاقاً من النهج الذي سار عليه المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وابناءه البررة من بعده من اهتمام بالحرمين الشريفين وما يعود بالنفع والفائدة على الحجيج والمعتمرين وزوار البيت الحرام، وقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -طيب الله ثراه- "قلعة أجياد"، وما اشتملت عليه من منافع وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام، وأمر بتنفيذ مشروع عملاق بمسمى وقف الملك عبد العزيز على أرض الوقف.
حيث وضع حجر الأساس للمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز -طيب الله ثراه- فـي 28/11/2002م، وتم الانتهاء من بناء المشروع رسمياً فـي 20/1/2007م. حيث صمم المشروع ليصبح صرحاً معمارياً راقياً، يتكون من مركز سكني من سبعة أبراج ومركز تجاري ضخم بالإضافة الى أسواق مركزية، ومنطقة مطاعم. كما يقع الوقف فوق جبل القلعة بإطلالة مباشرة على ساحات الحرم المكي الشريف. حيث تم تكليف أكبر المكاتب الاستشارية العملاقة لإعداد دراسات الجدوى المالية والاقتصادية للمشروع وتحديد حجم السوق المتاحة لإقامة المشروع على أرض الوقف وتحديد المواصفات السوقية له مع تحليل مقومات البيئة الاستثمارية بمكة المكرمة، كما روعي فـي مباني الوقف إبراز النواحي الجمالية والطابع المعماري الإسلامي، والمحافظة على البيئة فواجهات مباني الوقف ترسم الطابع المعماري الإسلامي العتيق، بشكل يليق بأهمية المشروع وموقعه قرب المسجد الحرام، حيث يعد الوقف مدينة متكاملة الخدمات.
وما يميز وقف الملك عبدالعزيز هو القرب من المسجد الحرام، واتصاله المباشر بساحات الحرم الخارجية، وتتربع على قمة الوقف أعلى وأكبر ساعة فـي العالم تحتوي على أكبر شعار للمملكة، ويعلوها أكبر لفظ (الجلالة) مع أكبر هلال إسلامي فـي العالم.
يعد من أكبر المباني السكنية والتجارية فـي العالم من حيث مساحة المبني، حيث تبلغ مسطحات المشروع (1.500.000) مليون متر مربع، وهو مكون من 7 أبراج متلاصقة، وبارتفاعات مختلفة يصل ارتفاع البرج الرئيسي فـيه إلى (601) متر، ويستوعب عدداً كبيراً من الزوار وضيوف الرحمن يبلغ (65.000) نسمة، كما تبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد الواقع داخل المجمع نحو ثلاثة آلاف وثمانمائة مصل.
يعتبر المشروع الأول من نوعه فـي مكة المكرمة وفق نظام البناء والتشغيل والتسليم، والمعروف دولياً: (B.O.T)، حيث بلغت تكلفة المشروع الإجمالية أكثر من ملياري ريال، ووفقاً لعقد الاستثمار تبلغ مدة الانتفاع به (35) عاماً هجرياً.
كما يعود ريع الوقف على مصالح وخدمة الحرم المكي الشريف.
ويتميز وقف الملك عبدالعزيز بالآتي:
- مركزاً طبياً متكاملاً.
- مقر للمؤتمرات بطاقة استيعابية تبلغ (1500) شخص.
- محطات خاصة للحافلات للتنقلات الداخلية.
- أحدث وسائل الأمن والسلامة باستخدام النظام المتكامل للإنذار المبكر ومكافحة الحريق.
- مصاعد وسلالم كهربائية عديدة، حتى يسمح للجميع بالحركة بكل سهولة ويسر والوصول إلى الحرم بسرعة عبر(412) مصعداً فـي الأبراج تتحرك معظمها بسرعة ستة أمتار فـي الثانية، فضلاً عن (١٤٠) سلماً كهربائياً.
- مركزاً ثقافـياً كبيراً، بالإضافة إلى مركز خادم الحرمين الشريفـين لدراسة ومتابعة منازل القمر، ومركز أبحاث علوم الفلك، ومركز رصد فلكي.
- مهبطين للطائرات العمودية على اتصال مباشر بكافة الأبراج السكنية.
- نظام تكييف مركزي صمم فـي مبنى منفصل على بعد أكثر من كيلومتر عن المشروع، وذلك لتجنب الضوضاء الناتجة عن تشغيل المبردات.
- طرق دائرية تربط المجمع ببقية مكة المكرمة بشكل سهل.
- خزانات المياه تزيد عن (5300) متر مكعب لضمان توفـير المياه، خصوصا فـي أوقات الذروة، إضافة إلى الاحتياجات الإضافـية اللازمة لشبكة مكافحة الحريق التي يجب أن تكون متوفرة على مدار الساعة كبيرة، كما وزود المشروع بمحطتين لمعالجة مياه الصرف وإعادة استعمالها فـي دورات المياه.