انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 الرامية لاستقبال 30 مليون معتمر وزائر سنوياً، وإدراكاً من الهيئة العامة للأوقاف لواجباتها تجاه تنفيذ شروط الواقفين؛ ولأهمية التنسيق والتكامل بين الهيئة العامة للأوقاف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتعزيز دور الأوقاف في خدمة ضيوف الرحمن والمساهمة في تطوير الخدمات والبرامج التي تقدمها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، وتم توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة والرئاسة وذلك خلال الزيارة التي قام بها معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف المهندس أحمد بن سليمان الراجحي ومحافظ الهيئة الأستاذ عماد بن صالح الخراشي للرئاسة العامة والوقوف على بعض المشاريع التي تقوم بها الرئاسة لخدمة ضيوف الرحمن واللقاء بمعالي الرئيس العام، وتضمنت الاتفاقية عدداً من المسارات والمجالات المتنوعة، حيث تم إطلاق حزمة من البرامج التي تسهم في بناء منظومة متكاملة من الخدمات في مختلف المجالات التوعوية والعلمية والتعليمية والخدمية والتقنية، وذلك للمساهمة في تطوير منظومة أعمال وخدمات الرئاسة وتحسين تجربة الضيف القاصد لهذه البلاد المباركة وعكس صورة مشرفة عن هذه البلاد المباركة.
وبين معالي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي أهمية هذه الشراكة والتي تأتي تتويجًا للتواصل المسبق والتعاون البناء بين الرئاسة والهيئة من أجل تنفيذ شروط الواقفين وصرف غلال الأوقاف المخصصة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وبين حرص الهيئة على تطوير الأوقاف بما يتناسب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحقيق استدامة القطاع غير الربحي، وتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية وخدمة ضيوف الرحمن، وأكد على أن الهيئة ماضية في تعزيز دور الأوقاف في هذه المنظومة المهمة والتي تعد أحد المرتكزات الرئيسية للمملكة والتي تبني صورة مميزة عنها من خلال حجم الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والمشاريع الضخمة التي تقوم بها الدولة أيدها الله في سبيل توفير سبل الراحة لقاصدي الحرمين والمشاعر المقدسة، وأكد على أن جهود الهيئة تأني مساندة لما تقوم به الجهات ذات العلاقة لتطوير الخدمات ومنها الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي مقدما شكره لما يقوم به معالي الرئيس الشيخ عبدالرحمن السديس والعاملين في الرئاسة وأن هذا العمل هو شرف للجميع بأن يسهموا فيه ويقدموا خدمات مميزة تليق بشرف المكان ومكانة الضيف.
وبين محافظ الهيئة العامة للأوقاف الأستاذ عماد الخراشي أن الهيئة وبالتعاون مع الرئاسة عكفت على دراسة شروط الواقفين وتحليلها وعملت على تحديد احتياجات الحرمين الشريفين وفي مختلف المجالات، وحرصت على توجيهها إلى برامج عالية الأثر مستهدفة الأولويات والاحتياجات الرئيسية التي ينعكس أثرها على جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث أشار الخراشي إلى أن الهيئة خصصت 200 مليون ريال من غلال الأوقاف لتبني مجموعة من البرامج والمشاريع النوعية، بما يضمن تحسين الخدمات وتلبية الاحتياجات واستدامة هذه المشاريع وتحقيقها لأهدافها على أكمل وجه وتعزيز دور الرئاسة قي تقديم مزيد من الخدمات وتلبية الاحتياجات.
وقام وفد من الهيئة بجولة ميدانية على بعض البرامج والمشاريع في الحرم المكي ومنها مقرأة القرآن في المسجد الحرام واطلاع على آلية العمل والجهود المبذولة في مجال تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية عبر المقرأة الإلكترونية التي تعمل على تصحيح التلاوة ومنح الاجازات للحفاظ و ويتم العمل وفيها وفق منظومة الكترونية محكمة يستفيد منها أكثر من 5 ملايين زائر، وتعد المقرأة أحد البرامج التي ترعاها الهيئة وتعمل مع الرئاسة على تطويرها، كما تبنت الهيئة دعم كليات ومعاهد الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي وتبني مكافآت الدارسين والدارسات والمعلمين والمعلمات وتأمين الكتب الدراسية والمستلزمات المكتبية وتزويد خريجي الكلية والمعهد بمنح دراسية للدراسات العليا في مجال العلوم الشرعية، كما تمت زيارة برنامج إرشاد السائلين في الحرم المكي والذي يهدف إلى توعية الناس بأحكام الحج والعمرة والزيارة وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 82 ألف زائر وأكثر من 100 الف مكالمة واردة على الخط المجاني، وأثناء الزيارة دشّن معالي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وبحضور معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ومحافظ الهيئة دراسة لتطوير برنامج إرشاد السائلين في المسجد الحرام والمسجد النبوي (استفتاء) وسيحقق المشروع نقلة نوعية في منظومة الإفتاء في الحرمين الشريفين.
كما شملت الزيارة مكتبة الحرم المكي والتي تحتوي على أكثر من 200 ألف عنوان ويرتادها أكثر من 500 زائر في الساعة، وستعمل الهيئة مع الرئاسة على دعم وتطوير مكتبات الحرمين الشريفين؛ وتزويدها بالإصدارات الحديثة النوعيًة والعمل على تطوير البنية التقنية فيها للوصول إلى أفضل الممارسات في هذا المجال.
وفي ختام الزيارة، أكد محافظ الهيئة العامة للأوقاف الأستاذ عماد بن صالح الخراشي حرص الهيئة على توفير كل ما من شأنه ضمان استمرار الأوقاف وتنميتها، موضحاً أن توقيع الطرفان على اتفاقية الشراكة سينعكس أثره على استكمال منظومة الخدمات والارتقاء بمستوى الخدمات ورفع مستوى الرضى لدى ضيوف الرحمن.
وأكد الخراشي على أن إطلاق حزمة البرامج والمشاريع التنموية في المسجد الحرام والمسجد النبوي التي ستقوم الهيئة بدعمها؛ يُعدّ باكورة لشراكة دائمة مع الرئاسة لتعزيز التعاون والتكامل بين الهيئة والرئاسة لتطوير وتنويع البرامج الموجهة لخدمة ضيوف الرحمن، والتي ستسهم بإذن الله في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في زيادة اعداد قاصدي المسجد الحرام سنوياً، وستتنوع مجالات التعاون لتشمل خدمات ذوي الإعاقة، وبرامج التعليم وإدارة الحشود والإرشاد المكاني وكذلك أنظمة التحول الرقمي وإدارة المتطوعين وتطوير العاملين والدراسات والبحوث وغيرها من المشاريع التي تخدم ضيوف الرحمن وتعكس مدى الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده _حفظهما الله_ لزوار الحرمين الشريفين.
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للأوقاف تعمل على التنسيق والتكامل مع مختلف الجهات ذات العلاقة للإسهام في تنمية قطاع الأوقاف وتعزيز دوره المجتمعي، وطرح حزمة من المشاريع التي ستعمل على تطوير أداء هذه الجهات في مختلف المجالات.